کد مطلب:241014
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:117
لیس قبل الله مذهب
هذه الكلمة من روایة ابن شعبة الحرانی المشتملة علی المناظرة مع عمران الصابی فی التوحید نذكر منها موضع الارتباط بها
قال الرضا علیه السلام: «اعلم أن التوهم و المشیئة و الإرادة معناها واحد و أسماؤها ثلاثة، و كان أول توهمه و إرادته و مشیئته الحروف التی جعلها أصلا لكل شی ء و فاصلا لكل مشكل و لم یجعل فی توهمه معنی غیر أنفسها متناهی [متناه] و لاوجود؛ لأنها متوهمة بالتوهم و الله سابق التوهم، لأنه لیس قبله شی ء و لامعه شی ء. و التوهم سابق للحروف فكانت الحروف محدثة بالتوهم و كان التوهم ولیس قبل الله مذهب و التوهم من الله غیر الله و لذلك صار فعل كل شی ء غیره وحد كل شی ء غیره و صفة كل شی ء غیر الموصوف و حد شی ء غیر المحدود و ذلك لأن الحروف إنما هی مقطعة قائمة برؤوسها لاتدل غیر نفوسها فإذا ألفتها و جمعت منها أحرفا كانت تدل علی غیرها من أسماء و صفات...». [1] .
تختلف عبارة كتاب التوحید معهما فراجع. [2] فمثلا بدل «التوهم» جاء فیه «الإبداع و المشیئة و الإرادة معناها واحد» و قوله علیه السلام:
و «لیس قبل الله مذهب» موجود فی التحف و كیف كان فالمراد نفی المذهب قبل الله أو قبل الله أی كان جل جلاله متفردا لاشی ء قبله أو معه، و التوهم أو الإبداع علی اختلاف النسختین منه تعالی و هو غیره و الفرق بالخالقیة و المخلوقیة و تفصیل البحث موكول إلی موضعه.
و نظیر كلمة: «لیس قبل الله مذهب» الكلمة النبویة: «لیس وراء الله مرمی»: أی لیس بعد الله لطالب مطلب فإلیه انتهت العقول و وقفت فلیس وراء معرفته و الإیمان به غایة تقصد. و المرمی: الغرض الذی ینتهی إلیه سهم الرامی قال النابغة:
[ صفحه 411]
حلفت و لم أنزك لنفسك ریبة
و لیس وراء الله للمرء مذهب [3] .
و الكلمة الرضویة ناصة كالنبویة علی التفرد إلا أن الأولی تنفی تعدد الذات و الثانیة تنفی الغایات لأنه تعالی هو الغایة التی لیس وراءها غایة.
و نظیر الكلمتین المثل السائر و لامشاحة فی التمثیل. (لیس وراء عبادان قریة) [4] یضرب لبیان نهایة الأمر، و آخر الشی ء و لاحالة منتظرة له. و الوجه فی انتهاء الأشیاء إلیه تعالی كونها مخلوقة له فهی منه و إلیه بدؤها منه وعودها إلیه.
و هذا معنی قوله تعالی: «إنا لله و إنا إلیه راجعون» [5] و فی العلوی: «إن قولنا: إنا لله إقرار علی أنفسنا بالملك، و قولنا: و إنا إلیه راجعون إقرار علی أنفسنا بالهلك» [6] .
[ صفحه 414]
[1] التحف 424.
[2] التوحيد 436 - 435.
[3] النهاية 178 - 177/5، في (ورا)، الأمثال النبوية 143:2، رقم المثل 456، حرف اللام مع الياء.
[4] أمثال و حكم 1375:3.
[5] البقرة: 156.
[6] النهج 255:18، الحكمة 95.